كيف يمكن للأصوات أن تغير الحياة

كأم، لا شيء أكثر إرضاءً من مشاهدة طفلك ينمو ويزدهر. لكن عندما تم تشخيص ابني بفقدان سمعي شديد منذ أن كان في أشهره الأولى، امتلأت بالخوف وعدم اليقين بشأن مستقبله. كنت أتساءل كيف سيتواصل، وهل سيتحدث يوماً ما، وهل سيختبر العالم كما يختبره الأطفال الآخرون. كانت بداية صعبة، لكن قراراً اتخذناه غيّر كل شيء له—ولنا: قررنا زراعة قوقعة الأذن.

قرار المضي قدماً

كان التشخيص مؤلماً. وُلد ابني بفقدان سمعي شديد إلى عميق، ومع بحثنا في خياراتنا، أوصى أخصائي السمع بزراعة القوقعة. في البداية، لم يكن لدي الكثير من المعرفة حولها وشعرت بالشك، لكن بعد التحدث مع آباء آخرين واستشارة متخصصين، قررنا أن هذه هي الطريق الصحيحة لنا.

كان اختيار زراعة القوقعة قراراً مهماً بالنسبة لنا. كان يعني الثقة في التكنولوجيا والمهنيين الطبيين، والأهم من ذلك، الثقة في أن هذا قد يمنح لوكاس الفرصة للتواصل مع العالم بطريقة كانت بعيدة عن متناوله سابقاً.

الأصوات الأولى

كان اليوم الذي تم فيه تنشيط جهاز القوقعة لابني لا يُنسى. عندما تم تشغيل الجهاز، رأيت عينيه تتسعان استجابة للأصوات التي لم يسمعها من قبل. كان يسمع أصوات والديه، وهدير الغرفة، وحتى الأصوات اليومية التي نأخذها عادة كأمر مسلم به. كانت لحظة من الفرح الخالص.

في البداية، كان ابني مندهشاً من الأصوات الجديدة، لكنه مع مرور الوقت تكيف. سرعان ما بدأ يستجيب لاسمه، ويحاكي الأصوات، وينطق بكلماته الأولى. كان التقدم مذهلاً، وكأم، شعرت بشعور عميق من الامتنان. كان عالماً جديداً تماماً، مليئاً بالأصوات والكلام والتواصل.

مع مرور الوقت، زادت ثقته بنفسه. بدأ يشارك أكثر في المدرسة، ويلعب مع أقرانه، ويغني مع أغنياته المفضلة. تحسنت مهاراته في الكلام، وأصبح من الواضح أنه لم يعد يكتفي بمراقبة العالم من حوله؛ بل أصبح يشارك فيه بالكامل.

لم تعزز زراعة القوقعة سمعه فحسب—بل منحت له شعوراً بالاستقلالية والثقة بالنفس. أصبح بإمكانه الآن التواصل، والتعلم، وصنع الصداقات بطرق كانت مستحيلة من قبل. إنه لأمر مذهل أن أرى مدى تقدمه منذ تفعيل الجهاز، وأنا دائماً ما أستلهم من مرونته.